المسئول وبطانته



المسئول وبطانته
بقلم/ موسى إسماعيل الفقي
    يصل المسئول إلى موقعه ، يلتف حوله طائفة من أعوانه أو أقرانه أو ممن ساعدوه على الوصول لهذا الموقع ؛ ومن ثم يمارسون مهمة المسئول بشكلٍ ما ؛ بمعرفته ومعيته أو من وراء ظهره ، بطريقته أو بطريقة مناهضة لما يدعي أنه يقوم به ،
منهم من يؤيده ومنهم دون ذلك ، منهم من يردد ما يقول عن وعي ؛ ومنهم من يفعل ذلك بغير وعي ، مع اختلاف التفاصيل هنا أو هناك ، ثم تنشب الخلافات بين الأعوان ، وكل واحد منهم يدعي أنه الأبعد نظرا أو الأوفر إخلاصاً ، وكلهم يدعي أنه يعمل من أجل البلد ، والوطن والمسئول - عند أكثرهم - سيان ، وعند أغلبهم يصبح المسئول أهم وأولى بالعناية والبقاء من الوطن والرعية ، وتتقاطع المصالح فتختلف التوجهات ، وتنشأ التحالفات بين فرقاء متشاكسين ، بعضهم موالاة وبعضهم معارضة ، وبعضهم بين بين ، وبعضهم بين المابين ، وبعضهم فوق أو تحت المابين ، وبعضهم لا بين ولا عين ولا يحزنون ، وفي ظل تلك الأمواج الصاخبة ، ليس هناك من قانون ينظم هذا الفلتان ، وليس من سلطة تضع حداً لهذا الهراء من حولها ، لأن السلطة التي يمثلها المسئول ؛ مشغولة هي الأخرى بإرضاء السلطة الأعلى دون الاهتمام بما يدور حولها ، مع تأجيل الخوض في حلها مراراً وتكراراً..     
      وبين كل هؤلاء ، تضيع الرعية التي تتبعه ، وتظل قضاياها مؤجلة لأجل غير مسمى ، لأن بطانته ( الفرقاء حوله) مشغولون بخلافاتهم العديدة وترهاتهم الكثيرة التفاصيل والتحليلات ، ولأنه هو الآخر مشغولٌ بإرضاءِ سلطةٍ أعلى !!       
     وتظل الأهداف والغايات لقمم السلطة الحاكمة ؛ هي إرضاء قمة الهرم الحاكم وليس القاعدة المحكومة ، فتقوم  الرعية  تشكو  لسلطة أعلى ، فتعود الشكوى لأقرب سلطةٍ  تراوح مكانها دون حل ، فتضطر  الرعية أن  ترسل الصراخ والعويل لأعلى مدى ممكن ، لتشرح للرأي العام – إن تمكنت – أوجاعها المستعصية ، وسرعان ما يقوم دونها  من يزايد عليها أو يؤلب ضدها مستخدماً أدوات الحاوي وحيّاتِهِ وخفة يده ، فينتهي السبيل بها لأحد أمرين : إما أن ترضى وتصبر على الجوع والحرمان وضياع الحقوق والاستعباد ، وإما أن تبحث عن سبيل أخرى -  مشروعة أو غير مشروعة - للحصول على حقها المسلوب أو جهدها المنهوب . وهذا باختصار شديد ما يجري في بلادنا فهل من مغيث يهتم بهذا البلد ويقول لهذا المسئول أو ذاك : اتق الله من أجل هذا الوطن . 
ملحوظة : هذا المقال كتبته بتاريخ 7/9/2007م، ولكنني وجدته يشرح 
أوجاعنا اليوم وغدا وبعد غد رغم تحول الظروف وتغير الأنظمة الحاكمة !!

0 التعليقات:

إرسال تعليق