رجال عرفتهم : الدكتور محمد مرسي . رئيس الجمهورية

  • من دفتر الذكريات :

    رجال عرفتهم : الدكتور/ محمد مرسي – رئيس الجمهورية السابق

      بقلم / موسى إسماعيل الفقي

      خلال السنوات الطويلة الماضية لم أنس الصحبة بالجيش وما كان لي بتلك الأيام من ذكريات ، وكم من مرة تداعت تلك الذكريات ورحت أقصها على الأحباء ؛ ودارت الأيام ، إلى أن رأيت الدكتور / محمد مرسي في وسائل الإعلام إبان الحملات الانتخابية لمجلس الشعب سنة 2000 م ، فقلت لأصدقائي المقربين على الفور : "هذا هو زميلي بالجيش ؛ ابن الشرقية الدكتور / محمد مرسي ، لم يتغير كثيراً " ، ورحت أقص عليهم ذكرياتي معه ومع بعض زملائنا بسرية الكيما ..

    نعم ..عرفتُ الدكتور/ محمد مرسي رئيس الجمهورية السابق، عرفته عن قرب ؛ فقد كان زميلي بالجيش سنة 1976 م ، ولي معه ذكريات كثيرة لا تُنسى خلال عام كامل ؛ قضيناه سوياً ، ولا أظن أنه ينساها ، وكان ذلك في سرية الحرب الكيماوية بقيادة الفرقة الثانية مشاة - الجيش الثاني ؛ وكنت أمارس كتابة الشعر منذ وقت مبكر ؛ وكانت لي قصائد
    معروفة ومنشورٌ بعضها في دوريات محلية ، وكانت لي - أيضاً - إذ ذاك - اهتمامات أدبية وفكرية وسياسية كثيرة ، ولذلك كنتُ مشغولاً بطرح أفكاري وأشعاري على الآخرين ؛ والتعرف على آرائهم والاستفادة من خبراتهم ، ومهتماً بالتواصل مع كل من ألتقي من الشباب في تلك السنوات، ولما التقيت بالدكتور محمد مرسي
    - وكان مهندساً حديث التخرج وعين معيداً - وعرفت في ذلك الوقت أنه قد سجل للماجستير ، وأذكر أفكاره وطموحاته وكذلك أطروحاته  فيما كنا نعرض من قضايا في ذلك الوقت ، وعرفتُ من خلال حواراتي معه أنني أمام مثقف موسوعي ومستنير ، مما شجعني على أن أتواصل معه ، وأذكر أنني كنت أحمل بعض الكتب معي بعد عودتي من أجازاتي ، ثم نقرأها سوياً مع الأصدقاء في أوقات الفراغ ثم تكون موضوعا لحوارات مشتركة ، وأذكر اننا اشتركنا معا في قراءة كتاب للدكتور طه حسين عن أبي العلاء المعري ودار بيننا نقاش حول أبي العلاء وشروح الدكتور طه لشعره ، وكنت أؤذن لصلاة الفجر وكنا نصلي سوياً ، وأذكر أصدقاءنا في تلك السرية بأسمائهم ومحل إقامتهم وذكرياتنا معهم ؛ منهم على سبيل المثال : نبيل يوسف الياسرجي من الشرقية ، جلال عبد العزيز من محلة مرحوم - غربية ، عبد الفتاح القبيدي من الغربية ، وشاب ظريف اسمه عبد المنعم من الإسماعيلية وسواهم كثيرون ..، وأذكر نوادر لكل واحد منهم وحوادث وأزمات في تلك الأيام محفورة في الوجدان ؛ فقد كانت تلك الفترة والمنطقة الواقعة بها "سرية الكيما" عُرضةً لكثيرٍ من الأزمات والمواقف الصعبة التي لا يمكن أن تنسى .. 
    ولقد عرفت الدكتور/ محمد مرسي ، شخصا مهذباً جداً ، وكان مثقفاً موسوعياً هادئ الطبع ، ومعتداً بنفسه في غير كِبر ، وكان مستمعاً جيداً  لكل من حوله ، وكان محاوراً لطيفاً ، حتى إن بعض زملائنا من الجنود الذين لم ينالوا نصيباً من تعليم ، كانوا يطلبون منه أن يكتب لهم خطابات لإرسالها لذويهم فيفعل ذلك بتواضع شديد .. 
    أما عن الذكريات التي لا تنسى فذلك حديث آخر يحتاج لتفصيل ؛ ليكون في حلقة قادمة..

    إن شاء الله تعالى ..

    استدراك لابد منه : 

      - هذا فقط من دفتر الذكريات، من الماضي؛ وقد أصبح دميةً في متحف الشجون ؛ ولا علاقة له بما يجري على الساحة السياسية، وحتى لايُفهم من طرحه الآن؛ أنني أتقرب به إلى جماعة ما أو حزب معين أو أوافق على ما جرى ويجري من سياساتٍ لنظام ما؛ أياً كانت توجهاته، علاوةً على أنني لديَّ قناعة بأن المثقف الحقيقي يجب أن يكون بعيداً عن أي انتماء سياسي يحول بينه وبين أن يكون حراً في طرح رؤيته الذاتية بعيداً عن أي قيود أو أطر حزبية ضيقة، وإن أي تجربة تحتاج لكي تراها على أرض الواقع وتحكم عليها بحرية وحيادية، لا بد أن تتحرر من قيود الانتماءات والتبعية الحزبية.

0 التعليقات:

إرسال تعليق