عيون أطفالنا أمانة


عيون أطفالنا أمانة
بقلم / موسى إسماعيل الفقي
أقرأ في عيون أطفال الجيران بعضاً مما زرعه آباؤهم وأمهاتهم في قلوبهم الغضة .. أقرأ أفكارا غريبة ووساوس وتصرفاتٍ شاذة تجاه جيرانهم .. أتحسر حين أقرأ تلك الأفكار .. أشعر بالمرارة في حلقي .. حين أفتح باب شرفتي في الصباح . يواجهني طفل الجيران فينظر ناحيتي شزراً .. يبدي قلقاً وانزعاجاً ويغلق شرفته دون استئذان.. أحسب يقيناً أن تصرفه هذا ترجمة حرفية لما سمعه من أبويه في الغرف المغلقة .. يجب أن نزرع في أطفالنا
أن يحسنوا الظن بجيرانهم .. تنشئة الأطفال على سوء الظن بمن حولهم من الكبار ليس في صالحهم .. وليس من الحكمة في شيء.. «سوء الظن فطنة» مكانه ليس هنا.. «بشروا ولا تنفروا» قيمة من القيم البناءة في المجتمع . التنافر بين الكبار ينتقل إلى الصغار ويؤدي إلى تفسخ المجتمع .. إذا كان لابد أن يتكلم الكبار في شئون بعض الجيران فليس أمام الصغار .. إذا كان الجارُ سيءَ الخلق أو متجاوزاً فيجب ألا أنقل هذه المعاني للأطفال .. علموا أطفالكم أن يحسنوا الظن بجيرانهم .. عودوهم على احترامهم والتأدب معهم .. اغرسوا في نفوسهم أشجار المودة تجاه جيرانهم .. لا تغرسوا في نفوسهم أشجار الحسد والبغضاء .. طفل اليوم سيكبر ويصبح أباً ويجني ثماراً وأشواكاً غرستم شجرها ورعيتموه بأيديكم .. أطفال اليوم هم آباء المستقبل . ما تغرسونه اليوم سيكون غداً معول هدم في بناء المجتمع .
 ¤¤¤
 هل تناسيتم قول نبينا «مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه»، أتمنى أن أسمعها من بعض الأبناء على هذا النحو : «مازال أبي وأمي وأهلي يوصوني بالجار حتى ظننت أنهم سيورثونه» ، هذا قول يرضي الله ورسوله .. نحن نعلّم أولادنا الصلاة والصوم .. وننسى أن نعلمهم حسن المعاملة والعلاقات الطيبة مع المجتمع المحيط بهم . تسقط من بين أيدينا تلك المبادئ دون وعي منا .. «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذِ جاره».. نغفل عن تذكيرهم بالإحسان للجار .. نبدي تذمراً تجاه بعض الجيران أمام أطفالنا .. نخطئ حين نكشف ما يغضبنا من تصرفات بعضهم .. نفعل خيراً إذا تمثلنا المعنى في قول الشاعر الكريم :
أقول لجــــــــاري إذ أتاني معاتباً .:.  مدلاً بحــــق أو مدلاً بباطلِ
إذا لم يصل خيري وأنت مجاورٌ .:. إليك ، فما شرِّي إليك بواصل
إذا لم يصل خيرك لجارك ، فلا ينبغي أن يصله شرك .. وأقله ما نعلمه لأطفالنا ، ويبدو في عيونهم حراباً من بغضاء تشقى بها مجتمعاتهم في حاضرهم ومستقبلهم ؛ وتشقى بها نفوسهم .. فرفقاً بهم .. ارحموا حمائم البراءة في عيونهم النقية ..عيون أطفالنا أمانة في أعناقكم . 
¤¤¤

0 التعليقات:

إرسال تعليق