شوارع سرس

شوارع سرس
    الناس في سرس الليان تتعامل مع الشوارع على أنها أملاك خاصة ، فالمواطن يتعامل مع الشارع أمام منزله  أو متجره على أنه ملك خاص ؛ فيحسب المساحة التي تركها للشارع ويتصرف فيها بمنطق : هذا ملكي " قدام بيتي وأنا حر فيه " ..!!  ، ثم يأتي الجار المقابل له ويفعل أمام منزله ما يناسبه ، فلا يتبقى من الشارع للمشاة والمركبات سوى مساحة ضيقة تخنق الجميع ويتعثر فيها المشاة كأنها مدقات جبلية هزيلة ..
    والحقيقة أن أي مساحة في الشارع ليست ملكاً لأحد وليست أملاكا خاصة يديرها شخص - أي شخص - كيفما يشاء ، وإنما هي في النهاية أملاك عامة ؛ كالحدائق العامة والميادين والحمامات العامة والمستشفيات .. ولا يحق لأي إنسان أن يتصرف فيها كما يشاء ، لأن في ذلك تطاول على الحق العام الذي يخضع للقانون .
***
     وفي مجلس المدينة قسم اسمه (( التنظيم )) ويوجد مهندس اسمه مهندس التنظيم ويوجد قسم اسمه الإشغالات وله مسئولوه ، ومهمة هؤلاء هو تنظيم الشوارع بصفتها أملاك عامة ، وذلك بمنع التعدي عليها وتسويتها بما يسهل المرور وحركة الناس بها ، لكن الذي يجري في سرس شيء آخر .. فهناك تعديات ونتوءات وارتفاعات ومصاطب وحواجز  ، وردم هنا ومطب هناك ، وهذا دليل على غياب القانون وغياب مجلس المدينة عن القيام بمهامه وترك الحبل على الغارب ...
    إن مثل هذا المنطق يعزز تقزيم القانون ، وتهميش السلطة ، فلا يبقى من القانون إلا حبر على ورق ..
وختاماً .. ليست هذه دعوة لمطاردة الباعة المتجولين ، وخاصة إذا كانوا يجلسون على جانبي الشارع ؛ وفي شوارع واسعة ولا يتعدون على حرم الطريق .
*****  

0 التعليقات:

إرسال تعليق