!! ع الرصيف

موسى إسماعيل الفقي

* اسم مسرحية ثمانينية لسعيد صالح ، أتذكرها دائما كلما ذهبتُ لموقَف السيارات بسرس أو لكوبري المرور ورأيتُ أهلنا هناك ، وكيف يتحكم بهم سائقوا سيارات الأجرة من أبناء سرس من جيل آخرزمن ؛ والذين ركبوا البيجو بعد الكارو ، فالسائق – دائماً - من السادة والراكب من العبيد ، ولا بد للعبد أن يقدم لسيده فروض الطاعة والولاء .. فكل السائقين و" العربجية "على الخط
يحترمون ركابهم ويطبقون القوانين في تعريفة الركوب وعدد الركاب ، أما السائقونالسرساوية لا .. لأنهم بلغة البلطجية ( قرنات ) وهي اللغة التي يفهمونها ويتفاهمون بها ، ولن ترى واحداً منهم يقدر راكباً شيخاً أو سيدة أو شاباً ، فكلنا في نظر السائقين عبيد ؛ لا حق لهم أن يقولوا حتى : كلمة (عيب ) ، لأن مجرد الكلام مع السائقين عيب ، ولأنهم يقدمونلنا خدمة لا نستأهلها ، فنحن في نظرهم أهل لركوب الحمار ولا أكثر ؛ وبالطبع فأنا أقصد الأغلبية التي لا تلتزم بقانون أو عرف ، فبعضهم على خلق وإن كانوا قلة ...
***

فإذا أوقعك سوء حظك فركبتَ مع سائق سرساوي ؛ فما عليك إلا أن تجلس صامتاً وجهك للأرض ويديك على ركبتيك ، فإذا اعترضت على وضع غير قانوني : استشاط غضباً واعتبرها إهانة واستخدم كل أساليب البلطجة، وقد يؤدى الأمر لطردك من جنته (( يعني شوف لك عربيةتانية )) ، وكل السائقين من أبناء القرى والمدن المجاورة يخافون القانون ويعملون له ألف حساب ( أقول ربما خوفاً وليس احتراماً ) ، لكن السائق السرساوي يدوس كل القوانين ، وعلى أبناء سرس أسـد ، وإن كان على غير أبنائها أرنب ..
***
يحكي أخونا أحمد شرشر : أن سائقاً سرساوياً في رحلة من عبود إلى سرس ، كان بين ركابه ثلاثة أمريكان أو أوربيين في طريقهم لليونسكو ، وسأل بعضهم : لماذا لم تتحرك السيارة ، فرد أحدالجامعيين من الركاب - بالإنجليزية : المقعد لأربعة ،
فقال الأجنبي : هذا المقعد لثلاثة ! - فرد الشاب : إنه الاستغلال ، فقال الأجنبي : لماذا لا تشتكون ؟ فقال الشاب : لن يجدي !! - فرد الأجنبي : هذا سبب من أسبابتخلفكم أيها العرب ...
ومن عجب – أن أهل سرس دائما يصبرون ويصبرون .. ولكن إلى متى ..؟؟
لهذا فإني أناشد السيد / رئيس المجلس المحلي والسيد / رئيس المدينةلاتخاذ الاجراءات اللازمة لضبط الأمور ووضع حدود لهذا الانفلات ووضع الضوابط الكفيلة بتطبيق القانون ، ولكي يحترم سائقوا سرس ركابهم ويعاملونهم معاملة آدمية .


نشر في عدد مجلة سرس الليان سبتمبر2009

0 التعليقات:

إرسال تعليق