موسى إسماعيل الفقي
إنه الصباح .. إنه الويل .. فليحمل أدواته وليخرج إلي عمله , لقد جهز نفسه لذلك جيداً ..؛ شكل ملبسـه , وأدواته الكئيبة , وسحنته المحنطة ليست في حاجة إلي أي تجهيز , إنها جاهزة ومستعدة علي الدوام , فكأنه شخص ميتٌ جيء به من قبره , فوجهه المسود في اصفرار نحاسي , وشعره الأشعث المغبر كالعائد من سفر طويل , وشعر لحيته الأشبه بنجيلة أرض جافة من كثرة ما وطأتها الأرجل , وعينان غائرتان صغيرتان وكأنهما عينا بومة عجوز , وشفتان رفيعتان كشفرتين علي فم ٍأشبه بكهفٍ مظلم .. وكعادته غادر زوجه النائمة بجوار أولاده الصغار بعدما أرسل إليها نظرة سخط وازدراء , فلولاها هي والأولاد ما تحمل شيئا ولا خرج إلي عمل ,..
0 التعليقات:
إرسال تعليق