حوارات بلا تحاور

حوارات بلا  تحاور            
بقلم / موسى إسماعيل الفقي
إن أي برنامج حواري  " محترم " يناقش قضية خلافية , يجب أن يتوفر  له  أمران ضروريان :
الأمر الأول : وجود طرفين أو  أكثر  لكلٍ  منهم ( وجهة  نظر  أو  معتقد  أو  انتماء أو أيديولوجية  )  مخالفة   للطرف  الآخر .
الأمر الثاني : وجود طرف ثالث (محايد) لإدارة هذا الحوار ؛ لا يميل لهذا أو لذاك , ويدافع عن حق كل فريق في حصوله على فرصته الكاملة للدفاع عن وجهة نظره أو انتمائه ، دون إرهابه أو  تهديده باسم العرف أو الدين أو الثوابت أو القانون .
 ** أما  ما تقوم به بعض البرامج الحوارية في بعض الفضائيات العربية  وغيرها من القنوات ,  فهذا  ليس حواراً  ولا ينتمي لمهنية إعلامية أو حتى علمية ,  فقد تعودت  بعض هذه البرامج على مهاجمة الطب البديل -  بكل أنواعه - وهو علم -  بل قل  علوم  -  ولا أدري إن كان من يقدمون هذه البرامج يعلمون  ذلك أم لا  ؟
       ** ولست هنا أدافع عن طرف وأتهم طرفاً  آخر ,  إنما أنا أدافع  عن حق الطرف الآخر  في أن يُمثل  في مثل هذه البرامج للرد العلمي  والمنهجي -  وهناك أساتذة في هذا المجال في مصر والعالم العربي , وفي أوروبا وأمريكا وآسيا , لا أعرف إن كان السادة / مقدمو تلك البرامج يعرفونهم  ؟؟ - بشرط  ألا يشن عليهم حملات منظمة  ؛  واجهتها المرضى وذووهم  ومن ورائهم  شركات الأدوية وبعض النقابات المهنية المنتفعة هنا أو هناك ,  هذه الحملات المنظمة والتي تزعجني –  فقط -  لأنها ضد الحقيقة ..!
** وأذكر  هنا من بعض أساتذة الطب البديل العالميين الذين أتمنى أن  يعرفهم السادة الأفاضل  ,  وهذا  فقط  - على سبيل المثال وليس الحصر  :
1- الدكتور / ماتياس راث وهو  عالم أمريكي في الطب  وهو  الذي قال له  الطبيب الراحل" لا ينس بولينغ" الحاصل على جائزة نوبل للكيمياء والسلام : (( إن اكتشافاتك بالغة الأهمية لملايين من الناس لدرجة أنها تهدد صناعات بأكملها, وقد يأتي اليوم الذي تندلع فيه الحروب لمجرد منع هذه الثورة العلمية من تحقيق قبول واسع النطاق )).,  وأنا أحيل السادة الأفاضل لموقع إسلام أون لاين  لمعرفة المزيد  عن هذا العالم وجهوده في الطب الخلوي , والذي له دور رائد في تحقيق ثورة هامة في السيطرة علي أمراض القلب والسرطان بالسبل الطبيعية, والذي تحاربه شركات الأدوية  وتهدده وتمنعه من نشر  أبحاثه وتطبيقها ,  وهو الذي  يقول صراحة : - إن استراتيجية صناعة الدواء هي الإبقاء على المرض وليس علاج المرض ! ,
 واقرأ في ذلك- أيضا – ((كيف تحولنا شركات الأدوية الكبرى جميعا إلى  مرضى)) وأحيل هؤلاء  السادة الأفاضل لموقع   http://books.naseej.com
وكل هذه المواقع تنشر (( علماً موثقاً )) وليس دجلا واحتيالا  باسم الدين  ,  ويكتب بها علماء متخصصون وليسوا دجالين ولا محتالين .
2- الدكتور / روبير  ماسون  الفرنسي الذي يعالج بالطبيعة ويحقق إنجازات وكل ذلك في إطار المنهج العلمي (( وليس في ذلك عودة إلى الوراء يا سادتي الأفاضل  , وهل ننسى أن  أباكم (أبوقراط) هو القائل : اجعل غذاءك دواءك  , واجعل دواءك غذاءك )) .
3- الدكتور / جميل قدسي الدويك  صاحب أكبر موسوعة عن العلاج بالغذاء القرآني (( الغذاء الميزان )) , وهو  من المعالجين بالغذاء وهو طبيب وله أبحاث علمية وليس شعوذة  أو  دجلاً .
4- الدكتور / محمد نزار الدقر   وهو طبيب عالم واختصاصي بالأمراض الجلدية والتناسلية والعلاج التجميلي دكتور " فلسفة " في العلوم الطبية وكاتب متخصص في الطب الإسلامي  وليس مجتهداً , وأحيل السادة الأفاضل إلى كتابه ( الحجامة والقسط البحري ) .
5-   الأستاذ الدكتور أمير محمد صالح الحائز على البورد الأمريكي في الطب البديل والأستاذ الزائر في جامعة شيكاغو  ( كذلك أحيل السادة الأفاضل لموقع إسلام أون لاين  لمعرفة المزيد ) .
6- الدكتور السويدي / جايلورد  هاوزر   طبيب وعالم في طب الغذاء وهو  وحده أكبر مدرسة عالمية في هذا العلم .
7-  الدكتور الألماني / جـوهان آبيـل  , طبيب وعالم وله جهود وأبحاث ونتائج طيبة  في العلاج  بالحجامة  أو   cupping  and letting ) ) أي الشفط والإدماء , ((  وكل هؤلاء يتكلمون عن الحجامة كعلم منهجي , ولا يعنيهم علاقتها بالدين من عدمه ))
8- الدكتورة الماليزية / هيلينا عبد الله  وهي صاحبة أبحاث في العلاج الطبي بالحجامة .
9- الدكتور / هاني  الغزاوي ( مصري ) وله أبحاث في هذا المجال ( العلاج بالحجامة ) .
10- الدكتور / عبد الباسط محمد سيد  أستاذ الكيمياء الحيوية  بالمركز القومي للبحوث وله أبحاث علمية وبراءات اختراع مسجلة  لعلاج بعض الأمراض بالأعشاب   وسواهم كثيرون لا يمكن حصرهم .. ألا يكفيكم كل هؤلاء يا سادتي الأفاضل؟
** وردا  على السادة الأفاضل, ومن يستضيفونهم ( مع شديد احترامي لهم ) إذ أن بعضهم يُزج بهم في برامج لا يعلمون شيئاً عن أهدافها الحقيقية , فلو كان  الهدف الحقيقة  أو البحث عن صالح الوطن والمواطنين , لكان من الضروري استدعاء من يدافعون من الباحثين والأطباء , عن وجهة النظر الأخرى وهم كثيرون كما سبق وبينت  , وحتى تكون لمثل هذا البرامج المصداقية والمهنية الإعلامية ,  وأنا أتمنى على السادة الأفاضل أن يفعلوا ذلك من أجل المنهجية العلمية التي ينادون بها ..!!
** يقول السادة الأفاضل وبعض من يستضيفونهم دائما , ليس هناك شيء اسمه الطب البديل , فهذا معناه - حسب قولهم -  (( اللا طب ))  وأقول لهم إن قصدتم المعنى اللغوي , فهو صحيح  أن نقول  الطب الحديث , والطب البديل له , بمعنى البديل للطب المعروف حاليا  أو بمعنى (( الطب البديل للطب التقليدي )) ,  وحينما نقول الطاقة البديلة –- وهو مصطلح مستخدم هذه الأيام –- نعني به الطاقة البديلة للطاقة المعروفة حاليا وهي البترول , وحينما نقول بدائل الطاقة , فهو معناه كل البدائل المتاحة للطاقة السائدة حاليا ..
وحينما نقول إن هذا الأمر لا يصلح أو لا يكفي أو لا يقدم حلاً للمشكلة .. ,  يرد الطرف الآخر :  هل لديك البديل ؟  فكلمة البديل هنا  لا تخرجه  عن كونه طباً  ولا عن شرعيته ولا  عن فوائده ..
 ** ورداً على السادة الأفاضل وعلى ضيوفهم الذين يُستدرجون لمثل هذه البرامج دون علمهم عن الأهداف الحقيقية من ورائها , ولو أنهم – فعلاً – منهجيون ويعنيهم العلم  -  لطلبوا من معدي هذا البرامج , أن يحضر  معهم علماء وخبراء من وجهة النظر الأخرى ؛ حتى يكون الحوار " منهجياً " وليس حواراً بلا  تحاور ..!!
** ورداً  على السادة الأفاضل  وعلى من يتصلون بهم من المواطنين [ المتبرعين بمناصرة  وجهة نظرهم  فقط ! ؟]   ( ليتني  أعرف رقم الهاتف الخاص بتلك البرامج حتى أتصل أنا الآخر  !! )  : فمنهم من قتلت زوجها الأعشاب , ومنهم من لم تنفعه   الحجامة ومنهم  ومنهم , ( مع خالص عزائي لأهل من رحل ) , ومن العجيب أنه ما من أحدٍ ممن يدافعون عن وجهة النظر الأخرى من بين المتصلين ؟؟ !! ..    
** لكن السادة الأفاضل من مقدمي هذه البرامج لم يكونوا  ليعترفوا - مثلا -  بأن الذين يموتون بالمستشفيات في العالم لا حصر  لهم من ضحايا (  الطب الحديث  والمنهجي ) والذي صنعت أدويته حسب دستور الأدوية -– البريطاني أو الأمريكي -– والتي مُحصت أبحاثها من قبل أكبر فلاسفة الطب في كل العصور  .. لا يحدثنا السادة الأفاضل " المنتصرون" دائما لوجهة نظرهم فقط ؛ والمسلحون بالعلم والمعرفة دون غيرهم من خلق الله الجهلاء والدجالين والنصابين ... لا يحدثوننا  عن أخطاء أحبائهم من الأطباء الدارسين للطب والرحماء بالمرضى من عباد الله  ,  وحدث عن رحمتهم  ولا حرج !!
** وحين يتحدث السادة الأفاضل بين من يستضيفونهم , ويلقون عليهم أسئلتهم المفبركة بعناية فائقة ؛ والتي لا تخفى  على متابع يفهم ويمحص هذه الأساليب اللولبية والتي يُشتَمُّ من ورائها روائح غربية وعديدة وغير "منهجية" من تلك التي ينادي بها السادة الأفاضل ,  لكنهم - أعني السادة الأفاضل المنتصرون دائما  - لا يسألون ضيوفهم مثلا : هل فيروس (سي ) فقط هو  المرض الوحيد الذي عجز عنه الطب الحديث ؟؟
( فقد كان الحوار يدور حول فيروس سي وكأنه المرض الوحيد الذي ليس له علاج !! )  ولكن السادة الأفاضل لم يعرفوا أو أنهم لم يُريدوا أن يعرفوا أن الأمراض المستعصية على الطب الحديث  بالعشرات ؛ فهناك مثلا , أقول مثلا : الروماتويد والروماتيزم , والنقرس وأمراض الدم ( والثلاثيميا بأنواعها ) وأمراض القولون  وأمراض تصلب الشرايين  و ارتفاع ضغط الدم و مرض السكر  وأمراض نقص المناعة وأمراض الحساسية بأنواعها , وأمراض القلب , وأمراض الكبد والكلى , والأورام بأنواعها , والصرع والصداع النصفي وضمور خلايا المخ , والجلطات بكل أشكالها , وأمراض الغدة الدرقية  بكل أشكالها , وأمراض ترقق العظام  وسواها بالعشرات ...
** لم يُرِد السادة الأفاضل وضيوفهم الكرام أن يعترفوا أو يعطوا الفرصة لضيوفهم أن يعترفوا  بحجم الأمراض التي لا يعرف الطب الحديث لها علاجا , وكل ما يملك الطب الحديث أن يقدمه في مثل هذه الحالات هو مسكنات فقط أو خلق مرض مزمن يعالج صباح مساء بالمسكنات فقط ..  فهل قدّم الطبُّ الحديث إنجازاً بالمعنى الحقيقي أم أنه طبُّ الأعراض وليس طبَّ الأمراض ؛ أضف إلى ذلك أن الأدوية المسكنة المعطاة للمريض يومياً  تضيف أعراضاً جانبيةً قاتلةً بل إنها تودي بحياة الآلاف يومياً  على مستوى العالم  (( وراجعوا في ذلك تقارير منظمة الصحة العالمية عن الأدوية المغشوشة أو الأدوية التي لم تتم بشأنها أبحاث كافية , أو الأدوية التي تُصنّع فقط للعالم الثالث وتسوِّقها الآلة الإعلامية الغربية و(( أبواقها المنتشرة هنا وهناك ))  , وبجوار صناعة الأدوية  ؛  يوجد كذلك صناعة الأمراض على يد بعض شركات الأدوية العالمية وذلك بطرق ثلاث :
** الطريقة الأولى أن تُضخِّم مرضاً ما  لتخيف الناسَ من خطورته ,  فيضطر الناسُ للإقبال على الدواء الذي تقوم بعمل "بروبجندا إعلامية" له  مثل الإيدز في أفريقيا , وفيروس ( سي ) في مصر .
**الطريقة الثانية أن تمول الحروب وأسبابها  وتستخدم  في ذلك الأسلحة الفتاكة والممنوعة  فينتج عن ذلك أمراض جديدة فتفتح بذلك  لصناعاتها الأسواق ,كما حدث في أحداث 11  سبتمبر .
 **الطريقة الثالثة أن تخلق أعراضا جانبية بالدواء تحتاج هي الأخرى أدوية جديدة وكل هذا وذاك  على حساب الشعوب المسكينة  والمستضعفة .. ( يطلق المدير التنفيذي لإحدى شركات الأدوية الكبرى تعليقاً صريحاً يعبر فيه عن أساه لأن السوق التي تنتج لها الشركة تقتصر على المرضى، معبراً عن حلمه بأن تنتج أدوية للأصحاء من الناس لتتسع سوق الشركة شاملة جميع الناس.!! ويقدم كتاب "راي موينيهان "صحافي كندي ,  دراسة شاملة حول التواطؤ بين علم الطب وصناعة الدواء، ويلقي الضوء على الأساليب التي تستخدمها شركات الأدوية لتسويق منتجاتها ..)  ( 1)
** جانب آخر وخطير من الصورة , لم يرد السادة الأفاضل وبرامجهم" الفريدة " أن يكشفوا عنه أو  قصدوا  إلى إخفائه أو تناسيه –- عامدين أو غير عامدين -   وهو أن الثورة العلمية التي نسمع بها عن الدواءِ المتطور  والإنجازاتِ الطبية الخطيرة والغير مسبوقة لا تصل ولن تصل لكل الشعوب المطحونة والتي تعيش في قاع المجتمعات , وهي تمثل أكثر من أربع أخماس سكان الأرض وتزيد عن خمسة مليارات ونصف المليار نسمة ، وهؤلاء لا يملكون ثمن هذا الدواء ( المنجز حديثاً ) لأن الحكوماتِ نفسها لا تقدر على تحملِه فما بالك بهؤلاء الجوعى , والمهمشين  دون كل الأمور الخدمية وعلى رأسها  الصحة  ؟!  وعلى هذا أتوقع أن برامجهم تلك  تخاطب الصفوة والذين يمثلون في العالم  قمة أعالي الهرم ( خمسة في المائة فقط من مجموع سكان الأرض  ) , لأن هؤلاء هم فقط من يقدرون على تكاليف العلاج الذي نسمع عنه في وسائل الإعلام , لكننا  نحن وأمثالنا لا نعرف السبيل إلى أعلامه وأساطينه ولا نملك وسائل  تمويله -  في وقت تتجه السياسة المصرية ( مثلاً ) إلى خصخصة كل شيء حتى المستشفيات ,  وعلى الفقير أن يبحث له عن سبيل آخر يناسبه أو المقبرة .
  **وأنا أرجع هذا البرامج العاجية للسادة الأفاضل ؛ في تلك القنوات العاجية ,  إلى  أنهم يعيشون هم وضيوفهم في أبراجهم العاجية ولا يعــرفون شـــيئاً   عــــــن ( الناس اللي تحت ) وهم معظم سكان  العالم تقريباً ..!!
    أضف إلى ذلك  ؛ أن ضيوفهم من كبار الأطباء وأقرانهم والرحماء جداً !!  لا يتعاطون أجراً من مرضاهم يصل إلى المئات عن الكشف الواحد  أو المئات في التحليلات والفحوصات الأخرى ثم قد تصل المسألة في النهاية إلى عملية جراحية تكلف الآلاف , وقد لا تقف عند هذا الحد , فربما ترتبط المسألة - بعد الجراحة - بعلاج يجب تعاطيه مدى الحياة ,  وكل ذلك لا يملكه المواطن ( المزارع أو العامل أو الموظف البسيط )  إلا إذا  كان وكيل  وزارة – - من المسنودين –-  على الأقل , وقد يحدث - كما يحدث كثيرا - أن الجراحة لا تنجح أو  تترك أثراً  كبيراً أو صغيراً , وهذا والحمد لله ميسور  للمرضى الذين لا يملكون غير  الكفاف بالكاد .  
    ** أضيفوا إلى ذلك –، وأرجو ألا تغضبوا من صراحتي – أن الدواء – نفسه – مثل البشر طبقات : فهناك مضاد حيوي ثمنه : ستة جنيهات  وهذا يدمر الكلى والكبد ويترك آثارا جانبية قاتلة , وهناك مضاد حيوي ثمنه : ثلاثون جنيهاً   , ويوجد مضاد حيوي ثمنه فوق المائة جنيه , وهذا يناسب المرض ويحافظ على الكبد ، ولكنه لا يتناسب مع جيوب البسطاء وأشباه المعدمين من العمال والموظفين , ومثل هذا الدواء الغالي لا تصرفه وزارة الصحة أو التأمين الصحي , ولكنها تصرف - وبامتياز غير مسبوق – المضاد الحيوي فئة الجنيهات الستة , لكي تقضي على ما تبقى من أكباد المطحونين في العالم الثالث وهم كثيرون, وأتمنى أن يعرف ذلك المسئولون عن الصحة في العالم الثالث , ولعلهم يعرفون ويتجاهلون ذلك عن عمد ,  وقد قال في ذلك أحد كبار الأطباء في مصر رداً على بعض جمعيات أصدقاء مرضى الكبد - والتي تطالب الناسَ بالتبرع لها : إن كبدَ المصريين آفاتها سوء التغذية وليس الفيروسات .. وتلك هي الحقيقة , والدواء الذي يُعطَى للفقراء  هو الذي يقضي على ما تبقى من أكبادٍ صالحةٍ لديهم .  
** وينسى السادة الأفاضل وضيوفهم  من العاجيين , أو تناسوا أن معظم مستشفيات الشعب , لا تستطيع أن تقدم خدمة حقيقية للمرضى من المطحونين ؛ من قلة إمكانيات وضعفٍ في الأداء والخبرات , والطبيب هو الآخر -  له أحلامه أو قل أطماعه  التي تجعله يتراجع عن تقديم خدمة كافية في المستشفى حتى يضطر المريض للذهاب إليه في عيادته الخاصة .
** وفي ظل كل ذلك لا بد للمواطن المهمش  أن يبحث عن بدائل -  أراني استخدمت كلمة ( بدائل ) دون وعي مني - وهناك ولا شك بدائل قد يكون فيها الكثير من الأمل ,  والقليل من الألم ,  والقليل من المال  ، إلا من ذوي النفوس الضعيفة , وهم على الجانبين موجودون هنا أو هناك ..
**  وفي ظل تلك الأجواء لا أجد داعياً واحداً لهذه الحملة الشرسة ضد فريق غائب أو مغيب  أو مهمش باسم سلطان القانون أو سلطان العلم أو المنهجية العلمية , سوى داعٍ واحدٍ ووحيدٍ , وهو  حُمّى المصالح لرجال الأعمال والمستثمرين وكبار القوم ووجوههم , وهنا لابد أن أقول-  وفي ثبات الواثق من ربه سبحانه وتعالى  : كم من الحرياتِ تنتهك باسمك أيتها المصالح  !!قال تعالى: ( وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنّ السّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلّ أُولـَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولا ً ) صدق الله العظيم  [سورة: الإسراء - الآية: 36] .  في 1 /5/2007م
هوامش :
 (1) صوّت المجلس الاستشاري لبرنامج علم السموم الوطني الأمريكي بنتيجة أصوات 1:8 لانضمام الأستروجين الإستيرويدي إلى قائمة المواد المسببة للسرطان؛ بسبب علاقته بسرطان الرحم وبدرجة أقل بسرطان الثدي.ويستخدم هذا النوع من الأستروجين في علاج أعراض انتهاء الطمث، كما يضاف إلى حبوب منع الحمل.والجدير بالذكر أن الأطباء على علم تام بوجود هذه العلاقة بين الأستروجين وسرطان الرحم والثدي منذ سنين طويلة، ولكن لا يذكر الطبيب هذه العلاقة عادة عند وصفه الأستروجين كعلاج أو كوسيلة لمنع الحمل، ويهدف المجلس الاستشاري للبرنامج بقراره هذا دفع الأطباء لمناقشة هذه المسألة مع مرضاهم، بالإضافة إلى إعطاء الفرصة للنساء لتقييم الإيجابيات أمام السلبيات لاستخدام العقارات الحاوية للأستروجين( د. نادية العوضي - نقلا عن إسلام أون لاين)
استدراك لا بد منه
  **(( حين ندافع عن الطب البديل كعلم له مدارسه وله نظرياته  , فليس ذلك معناه إلغاء الطب الحديث أو إقصاؤه أو التقليل من أهميته , فالطب الحديث جزء من إبداع الحضارة الإنسانية وتراثها ,  قام على جهود وإسهامات لا يمكن أن ينكرها عاقل في عالم اليوم ( رغم ما به من مساوئ), وإن الطب البديل بكل أنواعه ؛ جزءٌ من هذا التراث الخالد ؛  وأصل من أصول الطب القديم , ولا يمكن لأحد أن يدعي أننا استغنينا أو نستطيع أن نستغني بالطب البديل عن الطب الحديث كلية, وقد نستغني في علاج بعض الأمراض عن الطب البديل  والطب الحديث معا , بتعديل سلوكيات غذائية خاطئة , أو إعطاء المريض عشبا بسيطا أو غذاء معينا بجرعات معينة .. وقد نحتاج في علاج بعض الأمراض إلى ذلك كله في آن واحد , وهذا وذاك يقرره الطبيب المختص , مع ضرورة التأكيد على أن منجزات الحضارة على اختلافها - تتكامل ولا تتقاتل , تتحاور ولا تتناحر.))

0 التعليقات:

إرسال تعليق