حديث الهرولة


حديث الهرولة

.. لا يزال موصولا  .. وأنت تهرول لا يشغل بالك شيء مما يدور حواليك .. تجاهد أن ترى فلا ترى ، تركيزك منصب تماماً فيما سوف تصل إليه وتبلغه ،  هدف نصب عنينين شبه مغمضتين ؛ وقاطعٌ  يكز على رُبع شفةٍ  جافة ، وشوارع مطباتها تجعل الهرولة – مثل قفز القرود - عملاً منطقياً .. إذن لا مكان هنا لقول الشاعر ( واثقُ الخطوةِ يمشي مَلكاً ) ..  ليس بين المهرولين ملوك أو ملائكة .. للعبيد الهرولة .. كقطعان الخراف تساق للمراعي ..
***
 المهرولون دائما لا يرون شيئا .. لا يستمتعون بتجوال البصر هنا أو هناك ، لا ينظرون لفتيات الشرفات الصباحية ولا يتطلعون إلى أدوار العمارات الشاهقة .. لا يعرفون التسكع وفنتازيا التأمل النزق  .. ولا يشربون من كئوس التنطع .. خائفون مشردون عيونهم مغروسة في طين المسافات .. إنهم مفزعون دائما .. كطيور « أمل دنقل » رحمه الله ( الطيور مشردة في السماوات .. ليس لها أن تحط على الأرض .. ليس لها غير أن تتقاذفها فلوات الرياح ..) ، فليطمئن الذين يحكموننا أن مطباتهم حققت الهدف .. وما أكثر مطباتهم .. يجب أن تعاني ليستريحوا .. تأملْ ..

0 التعليقات:

إرسال تعليق