قصيدة : في رحاب القدرة ..

في إحدى الأمسيات التقيت بواحد من المسرفين ( هدانا الله وإياه ) ، ودار بيننا حوار  طويل ، فكانت هذه القصيدة : 
(حوار مع المصطفى صلى الله عليه وسلم حول هذا المسرف ) في ذكرى مولده صلى الله عليه وسلم :
في رحاب القدرة
شعر / موسى إسماعيل الفقي
 
سكرتْ على ذكراك روحي =  لكنّ ذا مَنْ أسـكره
هامـت وقد سكنت جروحي = عجبـاً لقلبٍ أنكره
وبأي شيطــــــانٍ لئيم ٍ  =  خلط الأمور ، فكفـره
وهداه للظلمات يســـعى = في الطريق المُعسرة

فإذا شرحتُ له الأمــور ؛الواضحـــاتِ المسـفرة
ساق الغرور بإفكـــــــهِ = وبكـــل أمــر ٍكسَّـــره
حـــتى لأمـــر عروجك السبعَ الطبــــاق استنكره
زعم : النظامُ نظام غيبٍ = جـاهـلٌ مــن صـوّره
***
يا ســــيدي أنا مؤمـــنٌ = ومصــدقٌ بالآخـــرة
بالواحـــــد الحي الذي  = خلق القضـاء وقدره
يا سيد الكونين جئتك أســــــــتنير الباصـــــرة
مــاذا أقــول لصاحبٍ = سلك الطريق الخاسرة
***
قال الرسول ؛ وقد بدا = والعينُ ضلتْ مصدره
من فــرط  نور ٍ قــد تجلى ريحــه ما أعطـــره :
ذاك الصديق مـدلـَّـهٌ ومشـــــوهٌ ؛ فلتعــــــــذره
جعل الغـَـــرورُ بسمعهِ وبعينــه ما كـــــــــــدره
من يهتــدي فلنفســـهِ = ولـــه الجنان الزاخرة
أما عن الإســـراءِ ؛ هــــذا أمـــره ما أيســــره
***
خلق المقـادرَ واستوى = وهْو العظيمُ المقــدرة
وبأمره تسري الكواكب والنجوم المبهـــــــرة
وبأمره تهوي الكواكب فالدنـــــــــــــا متناثرة
فاسألْ صديقك قل له : = من ذا الذي قد صـوره
لو قــــــال تلك طبيعةٌ = ويد الطبيعة ماهــــرة
فاسأله من خلق الطبيعـة ؛ والمروجَ الزاهــرة
واســـأله عن أفلاكها = وعن النجـوم السائرة
الكون من زمن يدورُ ؛ فأيُّ شيءٍ ســــــــــيره
أو ليس في هذا النظــــــام يد القدير القاهـرة
فالآلة الصمــــــاء تكبو = دون عين ســاهرة
***
حاشـــاه ؛ هل يشــقى بعبــدٍ صاغه أن ينصره
سبحان من أســرى بنا = في جنـح ليلٍ قــرره
من خير بيتٍ قــد بناه له الخليــــــل وطهــــره
حتى بلغتُ بفضـــلهِ = خير البقاع العامـــــــرة
صليتُ بالرسل الكرام ذوي الوجوه الناضــــرة
رقيتُ للعـــــــرشِ العظيم على معارج طائـــرة
ورأيت ما وعد الإله حقيقة لي حاضـــــــــــرة
ورأيت جنات الخــــلودِ الســـــاحرات وكوثره
ولكي أكون مشاهدا وتكون عيني منــــــــذرة
شاهدتُ نار جهنم = وعدَ الوجـــــــوه الباسرة
ماجت تئن بزفرةٍ مغضابـــــــةٍ متناحــــــــــرة
قد جُهزت يوم الحســــــاب لكل عين فاجــــرة
للخاويات عقولهم = وذوي القلوب الغـــــادرة
فإذا رآها المجرمون هووا لهول الفاقـــــــرة
***
لو كان في الإسلام غيبٌ ؛ فالحقيقة ظاهـــرة
تدعو الجميع لفطرةٍ موزونــة متحـــــــــررة
قامــت على الوسط النبيل ولم تكن مستهترة
ليســــت مبذرة ولا = هيَ في الكثير مقترة
***
فاصحب صديقك للمروج مع النسيم الفاترة
واسأله عن عمر الزمان مع القرون الغابرة
فإذا أجـــــــاب فإنما = وهمٌ ســــقيم حاصره
فالعلم في تلك الأمور ؛ خواطرٌ لن تنصــــره
فمن الطفـــولة للشباب إلى المشيب الخائرة
تلك المراحـــــــــــل بابن آدمَ قائماتٌ دائرة
هل يستطيع بأن يحد مشيبه أو يقهـــــــــره
أما العزيزُُ فإنه = قبل الخلائق سطــــــــره
***
سرس الليان في 17/5/1982

0 التعليقات:

إرسال تعليق